أخر الاخبار

هل يعود وحيد القرن الأبيض من الأنقراض ؟

 هل يعود وحيد القرن الأبيض من الأنقراض ؟

هل يعود وحيد القرن الأبيض من الأنقراض ؟


هل التقدم يستطيع إعادة حيوان وحيد القرن الأبيض الشمالي من الإنقراض ؟

أعلنت أحد المحميات الكينية في 19 مارس 2019 عن موت آخر ذكر من حيوان وحيد القرن الأبيض الشمالي، إذ قرر القائمون على المحمية قتله وذلك رأفة بحاله في إطار ما يسمى بالموت الرحيم، وذلك بسبب تدهور حالته الصحية بشكل كبير، من المعروف بأن التكنولوجيا والعلم الحديث إستطاعو تقديم أشياء كثيرة لنا، لكن هل هذا التقدم سيستطيع إعادة حيوان وحيد القرن الأبيض الشمالي من الإنقراض ؟،

 من هو وحيد القرن الابيض و سبب انقراضه ؟

يأتي وحيد القرن في المرتبة الثانية كأضخم حيوان ثدي خارج البحار، بعد فيل الأحراش الإفريقية والذي يعتبر أضخم الحيوانات البرية على الإطلاق، يصل وزن بعض أنواع وحيد القرن إلى 3600 كيلوغرام، ويصل جسمه لخمس أمتار وإرتفاعه إلى 180 سنتيمتر عند الكتف، وبرغم ضخامته فعلا إلا أنه سريع إذ تصل سرعته إلى 50 كيلو متر في الساعة. رغم أن إسمه وحيد القرن إلا أن غالبا ما يتوفر على قرنين، بل أن هناك أنواعا ليس لديهم قرون بالأساس، ويتميز هذا الحيوان بحاستي سمع وشم قويتين، لكن نظره ضعيف، يوجد منه أنواع قليلة جدا في البرية، لكن الأنواع الباقية منه كلها مهددة بالإنقراض بسبب الصيد الجائر، وما يجعله مستهدفا من الصيادين هو الإعتقاد الشائع في بعض الدول الآسيوية بأن قرونه لها فوائد علاجية مثل علاج السرطان و الحمى والنقرس والضعف الجنسي وغيرها من الأمراض...

وبسبب الطلب الشديد عليها إرتفع الإقبال عليها بشكل جنوني، لدرجة جعلتها أكثر ربحية وأعلى قيمة من الأدوية، ففي دولة الفيتنام مثلا يعتبرون قرون وحيد القرن رمزا من رموز الثراء، وذلك رغم كون معاهدة Cites قد حضرت تجارة قرون هذا الحيوان في 3 مارس 1973 بواشنطن حيث بدأ العمل بها فعلا في عام 1975، وتعتبر من أهم المعاهدات الدولية الخاصة بالحفاظ على أنواع الحيوانات البرية من الإنقراض، ولكن برغم هذه المعاهدة والقوانين التي حظرت تجارة قرون وحيد القرن، إلا أن عصابات الصيد كانت دائما ما تتفنن في صيدها والتهرب من السلطات، إذ كانو يستخدمون طائرات ومعدات تقنية وأدوية في عملية الصيد، هذا على غرار تدمير موطنه الأصلي ومراعيه عن طريق البشر، إما بسبب بناء سدود أو طرق أو غيرها من المنشآت.

هل انقرض وحيد القرن الأبيض ؟

لم يعد يوجد حاليا إلا 5 أنواع فقط من وحيد القرن، 3 منهم في آسيا و 2 في إفريقيا، أولهم وحيد القرن الأسود، يتراوح وزن هذا النوع مابين 800 و 1400 كيلوغرام، و يمتلك قرنين، الأمامي يتراوح طوله بين 50 سنتيمتر 130 سنتيمتر ، والخلفي بين 2،5 سنتيمتر و 50 سنتيمتر، ويوجد حاليا منه حوالي 5630 فرد، أي تقريبا 8% من الذين كانو متواجدين قبل 50 سنة، أي أن عدد هذا النوع إنخفض بنسبة 92% خلال 50 سنة فقط.

وحيد القرن الهندي

النوع الثاني هو وحيد القرن الهندي، وعلى عكس النوع الأول فهو يمتلك قرنا واحدا فقط طوله من 20 الى 40 سنتيمتر ، ويتراوح وزنه من 1800 إلى 2700 كيلوغرام، وقد وصل تعداده حاليا إلى 3700 فرد بعدما كان يتواجد منه 200 فرد فقط في بداية القرن العشرين، ويعود هذا الإزدياد الكبير في عدده إلى الإجراءات الحمائية الكبيرة من الحكومة الهندية والنيبالية، والذي إستطاع هذا النوع بفضلهم العودة من حافة الهاوية.

وحيد القرن السومطري

النوع التالث هو وحيد القرن السومطري، سمي بهذا الإسم نسبة لجزيرة سومطرة الموجودة في إندونيسيا والتي تعتبر موطنه الأصلي، يعتبر هذا النوع أصغر أنواع وحيد القرن على الإطلاق، بحيث يزن من 550 كيلوغرام إلى 1000 كيلوغرام فقط، ويتراوح طول قرنه الأمامي من 25 إلى 78 سنتيمتر، في حين أن طول القرن الخلفي هو 7،5 سنتيمتر، كما أنه النوع الوحيد المغطى جلده بالشعر ويوجد حاليا منه أقل من 100 فرد فقط.

وحيد القرن الجاوي

النوع الرابع هو وحيد القرن الجاوي وهو أكثر نوع مهدد حاليا بالإنقراض، يتراوح وزنه بين 900 و 1300 كيلوغرام، وقد تبقى منه 72 فردا فقط يتواجدون بأكملهم في محمية  Ujong Kulon بأندونيسيا، تمتلك ذكور هذا النوع قرنا يصل طوله في المتوسط إلى35 سنتيمتر، أما الإنات فلا تمتلك قرون بالأساس.

وحيد القرن الأبيض

النوع الأخير هو وحيد القرن الأبيض، يعتبر هذا النوع الأكبر من حيث الوزن بحيث يصل وزنه أحيانا لأربعة أطنان، كما أن لونه في الواقع هو رمادي وليس أبيض كما يشيع له إسمه. ينقسم هذا النوع من وحيد القرن لنوعين، شمالي وجنوبي، ويمتلك هذا النوع قرنين يتراوح الأمامي من 94 إلى 101 سنتيمتر ومن الممكن أن يصل أحيانا إلى مترين، أما القرن الخلفي يكون قصيرا شيئا ما ويبلغ نصف متر بالمتوسط، مما يجعله النوع الأخطر على الإطلاق، في عام 1895 كان يتواجد منه 100 فرد فقط، لكن مع الجهوذ المبذولة وصلت أعداده حاليا إلى 18067 فرد كلهم من النوع الأبيض الجنوبي. أما النوع الشمالي فقد إنقرض من البرية للأسف ولم يتبقى منه سوى فردين من الإناث في محمية كينيا الوطنية. هذا النوع الشمالي من وحيد القرن له قصة، وبطل هذه القصة هو وحيد قرن من النوع الشمالي إسمه "سودان"، في عام 1973 وقع "سودان" في الآسر بعدما تجول في البرية لمدة سنتين، وإنتقل بعدها لأحد حدائق الحيوانات في جمهورية التشيك والتي عاش فيها 34 سنة، وفي ديسمبر 2009 لم يكن هناك إلا 9 أفراد من هذا الحيوان، 4 منهم هم من كانت لهم القدرة على التكاثر، هؤلاء الأربعة نقلو إلى محمية كينيا الوطنية، وكان معهم "سودان" و إبنته "ناجين" وحفيدته "فاتو"، أما الذكر الأخير فكان إسمه "ساني"، إذ كان نقلهم على أمل رجوعهم إلى بيئتهم الطبيعية والمراعي الشاسعة والجو الدافئ من أجل مساعدتهم على التكاثر وحمايتهم من الإنقراض، لكن الذكر الأول "ساني" توفي في 2014، ليبقى بذلك ذكر وحيد هو "سودان"، وبذلك لم يتبقى منه في العالم إلا 3، هو و إبنته "ناجين" وحفيدته "فاتو"، وبالرغم من جهوذ تزويد الذكر "سودان" بإناث من الفصيلة الجنوبية، إلا أن المحاولات كلها باءت بالفشل، فحاول العلماء تجربة طريقة ثانية وهي محاولة تزويج "ناجين" أو "فاتو" بأحد ذكور الفصيلة الجنوبية، لكن وللأسف لم ينجح الموضوع أيضا، ومات "سودان" سنة 2018 عن عمر يناهز 45 سنة، والذي يعتبر سن شيخوخة بالنسبة لهذا النوع من الحيوانات، وبذلك لم تعد تتواجد إلا "ناجين" بعمر 30 سنة، و"فاتو" بعمر 20 سنة، واللتان على الأرجح غير قادرتان على الإنجاب، وبالتالي تم الإعلان رسميا عن إنقراض وحيد القرن الأبيض الشمالي.


لحسن الحظ فالعلماء كانو مستعدين لهذا الحدث منذ سنوات، فقد إستطاع البروفيسور الألماني "هيلد براندت" رئيس قسم التكاثر في معهد أبحاث الحياة البرية في ألمانيا طيلة فترة أبحاثه عن وحيد القرن أن يجمع كمية من السائل المنوي لعدد من ذكور وحيد القرن الأبيض الشمالي، وأن يحفظها في هيدروجين سائل بدرجة حرارة 196 درجة حرارة مئوية تحت الصفر، إذ فكر هذا البروفيسور بعمل تلقيح صناعي، وبالفعل فقد شكل فريقا دوليا وإبتكروا مخخطا لإرجاع سلالة وحيد القرن الأبيض الشمالي وذلك من خلال الإخصاب الخارجي في المختبر، لكن الإشكال كان يتمحور حول عدم قدرة "ناجين" و"فاتو" على الإنجاب بسبب سنهم الكبير وأيضا بسبب بعض المشاكل في جهازهم التناسلي، فكان قرارهم هو أخذ بويضات من "ناجين" و"فاتو" و إكمال عملية الحمل في أحد إناث وحيد القرن الجنوبي، لكن تكلفة هذه العملية كانت مرتفعة بحيث قدرت بحوالي 10 مليون دولار، ومن أجل ذلك بدأو بجمع التبرعات لهذه العملية. وفي أغسطس 2019 نجح العلماء بجمع 5 بويضات من "ناجين" و 5 من "فاتو". تم إرسال البويضات إلى إيطاليا ونجحو في إنضاج 7 بويضات منهم بعدما تم حقنهم بحيوانات منوية، وفي 11 شتنبر 2019 أعلنو عن إنتاج جنينين في المرحلة الأولية، وبعدها في يناير 2020 أعلنو عن نجاحهم في إنتاج ثالت جنين، وحاليا فهؤلاء الأجنة متجمدين في النيتروجين السائل من أجل نقلهم فيما بعد لأنثى وحيد قرن جنوبي إذ ستكون الخطوة الأهم على الإطلاق، على أمل إعادة ولادة ذكر وحيد قرن أبيض شمالي من جديد.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -