أخطر المخلوقات على وجه الأرض
كل شخص فينا غالبا ما يقسم المخلوقات حوله ما بين مسالمة تصلح للمواجهة واللعب معها و خطيرة مرعبة من المستحيل أن نقترب منها، لكن أحيانا فتقدير خطورة المخلوقات التي حولنا يكون غير صحيح، مثل الذي يرى بأن أسماك القرش هي أخطر ما في عالم البحار. فهناك بعض المخلوقات التي من الممكن أن تستغرب من مدى الضرر الذي قد تسببه في العالم كله وعليك أنت بالخصوص.
الثعابين
طبقا لمنظمة الصحة العالمية، 5 مليون و 400 ألف إنسان يتعرضون للدغات الثعابين سنويا، منهم 100 ألف ينتهي بهم المطاف بالوفاة، و 400 ألف آخرين ينتهي بهم المطاف بصدمات عصبية أو شلل مؤقت بسبب التعرض للدغات أنواع معينة من الثعابين. تنقسم أخطر سموم الثعابين في الأساس لنوعين : نوع عصبي يؤثر على التنفس والجهاز العصبي للضحية، ونوع ثاني يدمر أنسجة الجلد و يتسبب في نزيف داخلي. فوجب علينا التفريق بين أخطر الثعابين السامة وبين أخطر السفاحين. يعود لقب أقوى ثعبان سام في العالم للتايبان الداخلي الأسترالي، إنما على مستوى خطورته على البشر سنجد بأن المامبا السوداء هي صاحبة أكبر معدل وفيات بسبب لدغات الثعابين في جنوب القارة الإفريقية. فبجانب كونها أكبر الثعابين السامة في القارة الإفريقية بطول يتراوح من مترين إلى 4 أمتار ونصف فهي واحدة من أسرع ثعابين العالم بسرعة تصل إلى 20 كيلومتر في الساعة، وسرعتها هذه في الحركة تماثل سرعة سمها في القضاء على الضحايا، فعلى الرغم من أنها ليست صاحبة أقوى السموم في عالم الثعابين، إلا أن سمها أسرع في تأثيره من معظم الثعابين السامة. ولدغتها معروفة بإسم قبلة الموت لأنها جرعة صغيرة من سمها كافية لإيقاع شخص بالغ في تلك اللحظة وتسبب الوفاة في وقت قياسي يصل لعشرين دقيقة. ومع ذلك فمعدلات وفيات الثعابين في جنوب القارة الإفريقية، لا يقارن بمعدلات الوفيات في الهند والذي يصل إلى 50 ألف سنويا.
وهناك تتصدر أفعى الحراشف المنشارية قائمة المتهمين، تنتشر الأفعى بشكل رئيسي في آسيا والشرق الأوسط، ويتراوح طولها من 40 سنتيمتر إلى 90 سنتيمتر، تؤدي عضتها للإنتفاخ في المكان ونزيف مع تحول لللون الأبيض قبل الدخول في مرحلة التعفن بعد تدمير الأنسجة حول موقع الإصابة بأكملها. ونجاة الشخص من إصابتها غالبا ما يصاحبها فقدان جزء أو عضوا من الجسم بالكامل.
الضفدع الذهبي السام
ضفادع السهم السامة هي مجموعة واسعة ومتنوعة من الضفادع المميزة بأنواع الألوان الزاهية، وعدد محدودة منهم من نستطيع القول عنه بأنه خطير على البشر، و أبرزهم الضفدع الذهبي السام. يستوطن هذا النوع من الضفادع عادة الغابات المطير على طول ساحل المحيط الهادئ لكولومبيا وبالرغم من حجمها الصغير الذي لا يتجاوز 5 سنتيمتر، إلا أن هذا الضفدع هو من أخطر الحيوانات السامة على وجه الأرض، فقط يكفي أن تعلم بأن سم هذا الضفدع الصغير يكفي لقتل 10 رجال بالغين دفعة واحدة، و 2 مايكروغرام من السم فقط تكفي لقتل رجل بالغ، ضف على هذا أن الغدد السمية توجد تحت جلده مباشرة أي أنه مجرد لمسك لهذا الضفدع كافي لوضع حياتك على المحك. ومن أجل ذلك إعتاد أهل الإمبرا الذين سكنو الأراضي الكولومبية قديما على إستخدام هذا السم قديما على أطراف الأسهم أثناء عمليات صيدهم.
قنديل البحر المكعب
طبقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والمعروفة إختصار بإسم NOAA تعتبر قناديل البحر المكعبة هي أكثر الكائنات البحرية سمية على مستوى العالم. يوجد من هذه القناديل حوالي 50 نوع لكن عدد محدود منهم هو يمتلك سما مميتا للبشر، ورغم ذلك فعدد الوفايات الناتجة عن لدغاتهم تقدر بالمئات سنويا، وأخطرهم على الإطلاق هو قنديل البحر المكعب الأسترالي، والمنتشر بكثرة في المحيط الهندي والمحيط الهادي وشمال أستراليا. يمتلك هذا النوع من القناديل 15 مجس بارزين من الأركان الأربعة للقنديل، كل واحد منهم يصل طوله ل 3 أمتار وكل واحد يحتوي على 5000 خلية لاسعة. وبخلاف شكله الشفاف الذي يجعل منه كائنا خفيا في الماء فعلى عكس القناديل الأخرى يستطيع قنديل البحر المكعب السباحة بسرعة 7،5 كيلومتر في الساعة، ويتخصص سمه في مهاجمة قلوب الضحايا والجهاز العصبي وخلايا الجلد، وفي ظرف دقائق قليلة من تعرضه ل اللسعة من الممكن أن يتعرض الضحية لسكتة قلبية أو شلل تام يؤدي للغرق، والناجون من لدغته يعانون من الآلام لأسابيع متصلة بالإضافة للنذبات الضخمة التي تبقى موجودة.
العقارب
يتعرض سنويا مليون و 200 ألف شخص ل لسعات العقارب، منهم 3250 يننهي بهم الأمر بالوفاة. وفي المكسيك تحديدا يموت حوالي 100 شخص سنويا بسبب اللسعات. وبالرغم من أن هناك ما يقارب 2000 نوع من العقارب إلا أن 30 نوع فقط هم من يمتلكون سما قويا يكفي للفتك بالإنسان. وعلى عكس المشاع فمخالب العقرب الأمامية الشبيهة بالكماشة ليست بالسامة، لكن الخوف الحقيقي من العقرب يكون دائما من الذيل، غالبا ما تتسبب السموم العصبية للعقارب في أعراض مثل التشنجات وضيق التنفس، ومعظم حالات الوفاة الناتجة عن لسعات العقارب تكون إما لدى الأطفال أو الكبار. إلا أنه عندما يتعلق الأمر بعقرب الموت أو عقرب فلسطين الأصفر فالخطورة تكون أكبر بكثير، خاصة وأنه يحقن في اللسعة الواحدة ما يقارب 100 سم مختلف. أما عن أخطر العقارب المميتة على الإطلاق فاللقب يذهب بجدارة للعقرب الأحمر الهندي، وهو الذي ينتشر في كل أنحاء الهند تقرببا و شرق باكستان وسيريلانكا. يتراوح طوله من 5 إلى 9 سنتيمتر ولكي لا يخدعك إسمه فلون هذا العقرب يتراوح بين البني والبرتقال والأحمر، وعادة فهذا العقرب ليس بالعدواني تجاه البشر، ودائما ما تكون لسعته ملاذه الأخير في حالة التعرض له، وتصل النسبة المئوية للوفاة من لسعة هذا العقرب إلى 40% وتزيد النسبة مع الأطفال وكبار السن، وأعراض اللسعة تشمل آلام شديد و قيء وإضطراب في ضربات القلب وضيق في التنفس و تشنجات عضلية وفقدان الوعي أحيانا، وغالبا ما تؤدي اللسعة لتراكم السوائل في الرئة مما يسبب شللا تام في عملية التنفس.
التماسيح
تعتبر التماسيح من الحيوانات الإنتهازية التي قد يسيل لعابها أي كائن قد يمر من أمامها، بداية بالأسماك والضفادع والطيور وصولا للقرود والجواميس وأسماك القرش أيضا، بالإضافة أيضا لجثث الحيوانات النافقة، ومع هذه التولفية الغذائية العجيبة وقدرتهم على التواجد في اليابس والماء، لن تستغرب إذا علمت بأنهم يتناولون البشر أيضا. يموت سنويا حوالي 1000 إنسان جراء التعرض لهجوم تماسيح على مستوى العالم، معظم الهجمات يكون المتهم فيها هو تماسيح المياه المالحة وتماسيح النيل، وبغض النظر عن قوة عضته والتي تعتبر الأقوى على سطح الأرض فنحن هنا نتكلم عن 80 سن في منتهى الحدة، أي أنه مهما كان كان حجم الفريسة ونوعه فغالبا الموت هو الذي يكون مصيره الوحيد.
ذباب التسي تسي
بالرغم من حجمها وشكلها الشبيه بالذباب المنزلي، إلا أن ذبابة التسي تسي تعتبر أخطر بكثير مما تبدو عليه، لا تتعلق خطورتها بإمتصاصها لدم البشر لكن الرعب الحقيقي يتجلى في الطفيليات التي تنقلها والمرض الحقيقي الذي تحمله والمعروف بإسم مرض النوم. ينتشر هذا النوع من الذباب في القارة الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وغالبا ما يهدد حياة سكان المناطق الريفية على وجه التحديد، تتميز أعراض المرض الأولية بالحمى والصداع والحكة وآلام المفاصل، وفي المرحلة الثانية بعد أسابيع يعاني المصاب من إرتباك ويحس ببرودة و تخدير على مستوى جسمه، والأخطر هو أن هذا المرض لا علاج ولا لقاح له إلى الآن، و الحل الوحيد للوقاية منه هو حماية نفسك منه ومن التعرض لعضة هذا النوع من الذباب.
البعوض
مع أكثر من 3000 نوع من البعوض منتشرين في كل أنحاء الأرض، ترى منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض. ينشر البعوض أخطر الأمرض التي من الممكن أن تتخيلها، من الملاريا إلى حمى الضنك وفايروس غرب النيل و فايروس زيكا وغيرها، والأمراض التي ينشرها البعوض سنويا تصيب ما يقارب 700 مليون إنسان، منهم 725 ألف شخص يموتون سنويا.
▪لعل أخطر المخلوقات الموجودة في عالمنا منذ القدم و إلى الآن هم البشر، البشر يقتلون بعضهم منذ فجر التاريخ، قنابل نووية وأسلحة بيولوجية و أسر وتعذيب وإحتلال بهدف الهيمنة أو جمع الثروات، تدمير للبيئة وإقتطاع للأشجار وتلويث للمياه وصيد جائر للحيوانات البرية، سكوت عن الإحتلال وظلم ومرض ومصاريف بالمليارات على الأسلحة العسكرية، وفي آخر 3400 سنة من عمر البشرية، عاش البشر 268 سنة فقط في سلام. ما لا يقل عن 108 مليون إنسان ذهبو ضحية الحروب في القرن العشرين، ندعو الله أن ينعم علينا برحمته وأن يخرجنا منها سالمين.