لماذا نهى الإسلام عن تربية الكلاب
راجت تربيه الكلاب واقتنائها في الآونة الأخيره لدى شريحه ليست بالقليله من المجتمع العربي بعد ان كان هذا الامر دائما ومنتشرا لدى الغربي فتجد الكلب ملازما لهم في بيوتهم وافنيتيم رفيقا لهم في نزهاتهم.
ومن المعروف ان الاسلام قد حث على الرفق بالحيوان بل ورتب على الاحسان اليه اجرا عظيماً.
وعلى ايدائه اثمان عظيماً.
ومن الشواهد على ذلك ما رواه ابو هريره رضي الله عنه.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن امرأه باغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش عليه وسلم فنزعت له بموقعها غفر لها) والموق هو الخوف.
وكذلك ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( دخلت امرأة النار ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض).
عن ابي هريره رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اتخذ كلبا الا كلب ماشيه اوصلي او زرع انتقصى من أجره كل يوم قراط).
لكن الاحسان الى الحيوان والرفق به لا يتنافى مع الاحتراز مما يترتب من الأضرار التي قد تلحق بالإنسان حاله اقتنائه لبعض الحيوانات وقد اتفق الفقهاء على عدم جواز تربيه الكلاب إلا للحاجه المتمثله في الصيد، وحراسه الزرع والماشيه.
ومن الفقهاء من ألحق بهذه الحاجات حراسه البيوت والممتلكات وكل حاجه فيها منفعه للشخص المربي للكلب او للناس عامه واختلفوا في تربيه الكلاب لغير الحاجه فذهب جمهور الفقهاء الى القول بالحرمه وذهب ابن عبد البر الى القول بكراهه التربيه الكلاب الغير حاجه دون التحريم واستدل على ذلك بالاحاديث النبويه الشريفه.
عن ابي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قراط إلا كلب حرث أو ماشية).
وما رواه ابو طلحه رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاه والسلام أنه قال:( لا تدخل الملائكه بيتا فيه كلب ولا صوره تماثيل).
وعن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( طهور انائي احدكم، إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات اولاهن بالتراب).
وناخذه من الأحاديث الشريفه السابقه ثلاثه أشياء.
- أن اقتناء الكلب وتربيته دون حاجه تنقص الأجر فلا يجوز اقتناؤه الا للحاجه كحراسه الماشيه او الزرع.
- عدم دخول الملائكه لبيت فيه كلب، وقد خصص العلماء الكلب بالذي لا حاجه لتربيه وعلى الوعد من دخول الملائكه للبيت الذي فيه كلب بمخالفه من اقتنى الكلب للأمر النبوي النهي عن اقتنافه لغير الحاجه اول ما قدر يلحقه الكلب بالجيران أو الماره من ترويع لهم بسبب نواحه أو الأذى من فضلاته التي يخلفها فكان ذلك مدعاه لعدم دخول الملائكه لهذا البيت.
- نجاسه لعاب الكلب اشعر الحديث الثالث الى ان الكلب إذا شرب من إناء أحد فلا بد من غسله سبع مرات، اولهن بالتراب، لازاله نجاسته فلو لم يكن الكلب نجس لما أمر النبي - عليه الصلاه والسلام - بتطهير الاناء الذي شرب فيه بهذه الكيفيه من التطهير والمبالغه فيه.
اما عن راي العلم في تربيه الكلاب
فإن تسبب الكلاب بداء الكلب وهو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان بواسطه لعاب الكلب وتتسبب العدوه بداء الكلب بعشرات الآلاف من الوفايات سنويا معظمها في اسيا وأفريقيا.
ويشكل الأطفال دون سن الخامسه عشره 40٪ من المتعرضين لعضات الكلب المشتبه إصابتهم بهذا المرض وليس داء الكلب هو المرض الوحيد الذي تتسبب به الكلاب فالاكياس المائيه في الرئه كذلك مرض تتسبب به الدوده الشريطيه الشوكيه التي تتواجد في فضلات الكلاب وتحدث العدوى للانسان بتناول طعاما ملوثا بفضلات الكلاب الحامله لبيوض هذه الدوده.
وتكمن خطوره هذا المرض في طول مكوته في الجهاز التنفسي دون اعراض ملفته كما ان علاجه غالبا ما يكون بالتدخل الجراحي لازاله هذه الأكياس التي ان طال بقائها في الجسم قد تنفجر داخله.
أما الأمر في الحديث الشريف بغسل الإناء الذي شرب منه الكلب بالتراب فذلك يعود لأن فيروس الكلب الذي يحمله الكلب متناه في الصغر الأمر الذي يجعله يلتصق بجدار الأواني والتراب يمتلك القدره على امتصاصها كما ثبت أن التراب يحتوي على مواد قاتله للجراثيم.
والخلاصه أن اقتناء الكلب ليس حرام وإنما مكروه
وقد حلل الرسول صلى الله عليه وسلم احاديث سابقه اقتناء الكلب للصيد أولا ثم للحرث ولرعايه الأغنام وحراستها وهذا أكيد من وجهه نظر المفسرين اما الحاجات الاخرى لاقتناء الكلب فتاتي بالقياس.
- مثل اقتناء الكلب لحراسه المنزل.
- اقتناء الكلب لحراسه الحيوانات كالغنم والبقر وحمايتها.
- فايهما أولى بالحمايه الإنسان أم الحيوان.
في عصرنا الحالي يحتاج الإنسان الكلب حتى يحرس منزله من اللصوص وليحمي ممتلكاته وعرضه ولهذا فإن اقتناء الكلب للحراسه جائز بافتاء الائمة.
أما ما يسمى في أيامنا بالكلاب البوليسيه فقد أجمع الائمه على جواز اقتنائها والعمل بها ففيها مصلحه عظيمه فلا دور كبير في الكشف عن المجرمين والهاربين والمخدرات والاسلحه وغيرها من المفاسد العظيمه ودورها اكبر من دور كلاب الحرث والراعي والمصلحه من استخدامها اكبر.
اذا ما دامت كلاب الحرث والرعي جائزه اقتناءها وفيها فائده صغيره للإنسان فكيف بالكلاب البوليسيه التي فيها فائده عظيمه.