مكان محرم على النساء دخوله في بلد متحضر
الجبل المقدس أو الجبل المحرم على النساء بهذه الأوصاف جاء اسم جبل اثوس الذي صمد لمئات الأعوام وقت صار العيش فيه على الرجال فقط ومن بعدها تحول الجبل إلى دوري عباده للرهبان في الكنائس الأرثوذكسية.
- فما هو هذا الجبل وما قصته.
- وكيف منعت النساء من دخوله.
جبل اثوس اليوناني لا أحد يدخله من النساء بعد مريم العذراء هذا ما يقال عنه يقع الجبل اتوس بين مقاطعات مقدونيا في اليونان والذي يعرف أيضا بجبل المقدس وهو عبارة عن شبه جزيرة مساحتها 350 كيلومترا مربعا وارتفاعه 2333 مترا رغم أنه يقع شمال اليونان إلا أنه لا يخدع لسلطات الحكومة اليونانية بل يخضع لسلطه بطريرك القسطنطينية المسكوني الزعيم الروحي للمسيحيين الارتودوكس وفقا للروايات الأرثوذكسية فقد أبحرت مريم العذراء رفقه القيسي يوحنا الإنجيلي إلى قبرص لزيارة أحد القسيسين إلا أن السفينة أخطأت مسارها ورست على شاطئ اتوس الذي كان يسكنه الوثانيون آنذاك ولأن الجزيرة كانت خلابة فقد أطلقت عليها مريم اسم الحديقة لذلك حرم الرهبان دخول امرأة سواها إلى المنطقة كما أن دخول النساء إلى المنطقة قد يشتت الرهبان عن حياة الزهد التي اختار أن يعيشوها في الجبل.
وهذا سبب آخر يدفعهم لمنع النساء من دخوله والغريب في الأمر أن الحظر لا يشمل االنساء فقط بل يشمل كذلك اناث الحيوانات استثنائي القطط التي يجدها الرهبان مفيدة في صيد الفئران ومنذ القدم كانت الدخول مقتصرا على الرجال فقط ذوي اللحية ومع ذلك تمكنت بعد النساء من الدخول إلى الجبل المقدس عده مرات خلال هذه الفترة فقد سمح إلى الأميرة الصربية مارا برانكوفيتش زوجه السلطان العثماني مراد الثاني بالدخول إلى المنطقة كونها كانت حلقة الوصل بين المسيحيين والعالم الإسلامي أنا ذاك ودخلته كاتبة فرنسية تدعى ماريس تشويني في عام 1931 حيث تنكرت بزي بحار وبقيت في اتوس لمده شهرا كاملا وكتبت خلالها رواية بعنوان شهر مع الرجال.
في عام 1953 تنكرت اليونانية ماريا بولمندو في زي الرجال لتمكث في اتوس لمده ثلاثة أيام وهو ما دفعها الحكومة لساني قانون يمنع النساء من دخول جبل كما استقبل الجبل اللاجئين بمن فيهم النساء في أعقابي الثورة التي قام بها اليونانيون في عام 1770 وخلال ثورة 1821 كذلك واليوم يعتبر دخول جبل من قبل النساء جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمده تتراوح بين عام أو عامين على الرغم من أن برلمان الاتحاد الأوروبي قد طلب أكثر من مرة من اليونان تغيير هذا القانون لكن دون جدوى.
استمد جبل اتوس اسمه من الأساطير اليونانية إذ أطلق عليه اسم اتوس تيمنا بأحد الوحوش العملاق الذي تحدى بوسيدون إله البحر (استغفر الله على ما يصفون) حيث ألقى عليه صخرة عملاقة ليغرقه في البحر إلا أن بوسيدون تمكن من التغلب عليه ودفنه في ذلك الجبل الذي أطلق عليه اسمه لاحقا وقد كان أقدم ذكرا وردا على جبل اتوس على الإطلاق في (إلي إذا هوميروس) كما ذكر في مخطوطات تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد عندما قام الملك الفارسي خشاب أرش الأول بشق قناة طولي 4.5 كيلومترات شبه جزيرة كاليديس التي تضم الجبل المقدس وذلك لتأمين حركه أسطوله وحمايته من محاولة الالتفاف به ومحاولة قتله ولا تزال آثار تلك القناة واضحة في المنطقة إلى الآن.
وفي عام 850 بد الرهبان بالاستيطان الجبل لكن هم لم يستأثروا به ليفرض قوانين على المنطقة حتى عام 963 بدعم من الإمبراطور البيزنطي نقفور الثاني وفي عام 1783 شهد جبل اثوس إصلاحات ناجحة قام بها البطريرك غريبا الرابع خلال حرب استقلال اليونان عام 1821 و 1832 حيث عانت المجتمعات الرهبانية من عمليات التي شنها الأتراك في المنطقة أضافه بقيامهم بحرق مكتبات بأكملها.
إلى أن أبدت روسيا اهتماما خاصا بالجبل فبفضل الدعم الروسي بدا الطابع والأرثوذكسي يغلب على الجبل إذ قامت روسيا بتمويل عمليات البناء والإصلاحات في جبل اتوس ومع حلول 1400 بلغ عدد الأديرة في الجبل قرابة الأربعين ديرا لم يتبق منها اليوم سوى النصف تقريبا وقد بدلت روسيا القيصرية جهودها للسيطرة عليها في عام 1913 وذلك بدعمها للرهبان الموجودين في الجبل وأسرارها على تحويلها إلى منطقه للحكم الذاتي مستقلة عن اليونان لذلك يخشون المسؤولين اليونانيين اليوم تدخلات روس في جبل اتوس.